Thursday 11 January 2018


اخي المسلم .. القرآن بيقول أن القدس وكل فلسطين يهوديه .. ممممممم هتعمل إيه بقى؟!
سعيد شعيب
من فضلك متتصرعشي وتقول مستحيل ده كذب "القدس اسلامية" أو ان الكاتب ده مجنون أو بيستهبل .. لا لا ده كافر ، ده بتاع اسرائيل وتطبيع وكده، عميل صهيوني يا عم.
سيبك من الكلام ده، لأنه مش هيغير من الحقيقه اللي هقولهالك. ومش يغير إني مسلم وكمان معتز بديني جداً وكمان بدافع عن حق الفلسطينين طبعاً وحق أي مظلوم. واللي عايز يرد، احسن يرد على آيات القرآن وكبار المفسرين، اللي بيقولوا ان القرآن الكريم بيقول ان فيه ارض مقدسه ربنا جل علاه ورثها لليهود. وده موجود في أكتر من آيه. وعلماء كبار مسلمين جامدين زي الطبري والقرطبي وغيرهم بيقولوا أن الأرض المقدسة دي من النيل للفرات. مش بس كده، ده كمان ان الله جل علاه عاقب اليهود (يهود وقتها طبعا) بالتوهان اربعين سنه في صحراء سيناء، لأنهم رفضوا يدخلوا الأرض اللي كتبها ليهم، اصلهم كانوا خايفين من سكانها الأصليين.
نيجي للقرآن الكريم، شوف يا سيدي هو لم يذكر مدينة القدس ولا فلسطين نهائياً، رغم أنه ذكر بكل التقديس مدن تانيه، زي مكه التي ولد فيها سيدنا رسول الله (ص)، وفيها زي ما انت عارف البيت الحرام اللي بناه سيدنا ابراهيم، وبنشد الرحال ونحج له ( ربنا يوعدنا جميعا). مثل قول الله : وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا (الشوري 7). وقوله : وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ (التين من 1 الي 3).
المقصود هنا بالبلد الأمين طبعاً مدينة مكة، ووصفها القرآن بأم القرى، يعني ام المدن واقدسها. كمان القرآن الكريم ذكر مدينة يثرب، فهي زي ما انت عارف المدينة التي هاجر اليها سيدنا النبي (ص) بعد ما بهدلوه كبارات مكه، زي ما بتقول كتب السيره. وفيها زي ما انت عارف قبر سيدنا النبي ومسجده. ويثرب جت في القرآن مرتين، الإولى باسم يثرب، والتانيه باسم المدينه، وهو الاسم اللي اختاره ليها سيدنا النبي. يقول الله:
"وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ" (سورة الأحزاب آية 13). وقال الله: {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ. . } التوبة /120
هناك مدن أخرى ذكرها القرآن زي بابل ومدينة ارم ذات العماد، وذكر بلداً هي مصر. لكنه مذكرش ابداً القدس أو اسم فلسطين. مش غريبه ان مدينه بكل القداسه اللي بيتكلموا عنها، وميذكرهاش؟
بيتهيألي غريبه.
ضيف بقى على ده إن القرآن الكريم، زي ما بيقول مفسرين وعلماء كبار مكتفاش بس بإن القدس وفلسطين يهودية، لكن ضاف عليهم الأرض من النيل في مصر إلى الفرات في العراق.
دي بعض الآيات وتفسير علماء كبار من السنه والشيعه (اساميهم تخض):
*قال الله: وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (المائدة 20 الي 22 )
هتلاقي هنا أولاً أن الله فضل اليهود على باقي البشر، وثانياً أمر الهي لليهود بأنهم يدخلوا الأرض المقدسة التي كتبها ليهم، ولما رفضوا لأنهم خايفين من سكانها الأصليين (قوما جبارين)، هددهم بأنهم هيكونو من الخاسرين.
ويكمل القرآن الكريم: قالوا يا موسى إنا لن ندخلها ابداً ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون (المائدة 24 ) و: قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ. (المائدة 26 )
بسبب إصرار اليهود على انهم ميحاربوش السكان الأصليين قرر ربنا عقابهم بأنهم يتوهوا في صحراء سيناء 40 سنه. هتلاحظ هنا ان الآيات لا تحتاج الى تأويل، فهي واضحه. وكمان هي بتتفق مع الرؤيه التوراتيه، يعني اللي موجوده في التوراه ( ممكن ترجعله موجود علي النت).
طيب إيه هي الأرض المقدسة اللي ذكرها القرآن الكريم؟
الطبري وهوه من كبار العلماء والمفسرين المسلمين الجامدين اللي ليهم شنه ورنه واحترام بيقول: ... لن تخرج من أن تكون من الأرض التي ما بين الفرات وعريش مصر، لإجماع جميع أهل التأويل والسير والعلماء بالأخبار على ذلك .(1)
هتلاحظ هنا ان الطبري بيقول اجماع بين العلماء على مكان الأرض المقدسه، يعني امر محسوم، وهي هنا مش بتضم بس القدس وفلسطين، لكن معاهم كمان جزء كبير من مصر وجزء كبير من العراق ومعاهم كل سوريا ولبنان والأردن.
مش بس علماء المسلمين اللي آلوا كده، وكمان فيه علماء شيعه كبار، منهم الطبرسي اللي بيئول: وهي بيت المقدس عن ابن عباس والسدي وابن زيد وقيل هي دمشق وفلسطين وبعض الأردن، عن الزجاج والفراء هي الشام، عن قتادة وقيل هي أرض الطور وما حوله. (2)
إيه معنى أن ربنا بيقول : كتب الله لكم؟
يرد الطبرسي: أي كتب في اللوح المحفوظ أنها لكم وقيل معناه وهب الله لكم.( اللوح المحفوظ في العقيدة الإسلامية زي ما انت عارف هو أداة حفظ بها الله مقادير الخلق قبل ما يخلقهم ).(3) ويأول القرطبي : فرض دخولها عليكم ووعدكم دخولها وسكناها لكم . (4) وبيأول ابن كثير (من كبار المفسرين المسلمين) : التي وعدكموها الله على لسان أبيكم إسرائيل : أنه وراثة من آمن منكم. (5)
* قال الله: فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بني إسرائيل (الشعراء 57 الى 59 )
يعني ربنا خرج اليهود من ارض إللي فيها الخير ده كله، وهي اللي اورثها ليهم.
الألوسي بيفسر ويقول: وأورثناها بني إسرائيل - أي ملكناها لهم تمليك الإرث. (6) ويأول البغوي (من كبار المفسرين برضه): أن الله تعالى رد بني إسرائيل إلى مصر بعد ما أغرق فرعون وقومه ، فأعطاهم جميع ما كان لفرعون وقومه من الأموال والمساكن .(7) ويأول الطبرسي: وذلك إن الله سبحانه رد بني إسرائيل إلى مصر بعد ما أغرق فرعون وقومه وأعطاهم جميع ما كان لفرعون وقومه من الأموال والعقار والمساكن والديار. (8)
سيبك من ان اليهود مرجعوش مصر، لكن المفسرين دول وغيرهم بيقولوا ان ربنا أورثهم مصر بخيراتها، اورثهم واخد بالك، مصر كلها بقى.
معناه إيه الكلام ده؟
معناه ان القرآن الكريم وعلماء كبار بيأكدوا ان القدس وفلسطين وسوريا والإردن ولبنان وجزء كبير من مصر ربنا اداهم لليهود. اكيد انت عارف ان سيدنا النبي (ص) دخل في صراع سياسي مسلح وغير مسلح مع اليهود وقتها، والقرآن طبعاً كان ضدهم ووصفهم "القرده والخنازير". (9)
وكمان بيحرفوا كلام ربنا وقرر يعاقبهم : { فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم و ويل لهم مما يكسبون } ( البقرة آيه 79 ) (10)
ومع ذلك فإن الله جل علاه في القرآن الكريم معقبهمشي وسحب منهم الأرض المقدسه.
نيجي للأسانيد اللي بيقولها الإسلاميين ومعاهم ناس كتييير:
الأسانيد اللي بيقولوها زي ما انت عارف هي إن سيدنا النبي (ص) صلى بالأنبياء في المسجد الأقصى. الحجه الثانيه أنها اولى القبلتين. لو كان ربنا جل علاه شايف ان الحجج دي تخلي الأرض بتاعت المسلمين لوحدهم، مكنش اداها لليهود، أو كان سحبها منهم بعدما حصل اللي حصل بينهم وبين سيدنا النبي. وانت مسلم زيي وعارف إن القرآن هو الأساس ومينفعشي حد يغير كلام ربنا فيه بأي حاجه تانيه حتى لو كانت حديث منسوب لسيدنا النبي (ص).
طيب أنا واجع قلبي ليه؟
عشان تعرف الحقيقه، سواء كانت بتساند اللي انت مقتنع بيه أو لا، سواءً كانت زي اللي بيقوله الإسلاميين اللي ضحكوا علينا (من الاخوان لداعش والقاعده وغيرهم قوميين وناس كتيييره) ولا ل. بصراحه اكتر مينفعشي انا او غيري نغير في القرآن عشان نقول كلام يعجب أي حد. وبرضه مش قادر افهم اللي بيقولوا عن نفسهم ان اسلامهم احسن من كل المسلمين اللي زيي وزيك، مقروش القرآن الكريم؟
معنى كده اننا عندنا مشكله؟
طبعاً لأننا كمسلمين اتجرينا في معركه خسرانه. والإسلاميين وكتير معاهم بقى من مؤسسسات دينيه ودول وحكام وغيرهم وغيرهم جروا وراهم ملايين من مسلمين وقعونا في ورطه كبييره. هتف الناس الطيبين وراهم "اسلاميه اسلاميه"، وطلعت مش اسلاميه. واذا حصل يعني وقررت اسرائيل أن تحتكم الى النصوص المقدسه في التوراه والكتاب والمقدس والقرآن الكريم، وراحت بيهم للأمم المتحده هتكسب طبعاً المعركه.
يعني خلاص القدس وفلسطين ضاعو؟
لأ طبعاً، بس لازم نعرف ان طريقتنا في حل المشكله دي فشلت ومحتاجين نفكر في طريقه تانيه. ده أولاً وثانياً أن الأوطان في زمننا مش بتتبني على اساس ديني. زي ما انت عارف العالم كله مسلمين ومسيحيين وغيرهم وغيرهم دخلوا حروب دينيه، وسال دم ملايين البشر، لأن كل واحد شايف إنه لوحده وكيل ربنا على الأرض، دينه اعظم واصدق دين، وطبعا يموت شهيد عشانه ويدخل الجنه. ودي ملهاش حل، الحروب والصراعات الدينيه مفيش فيها إننا نوصل الى مشتركات، لأن كل طرف عايز يقضي على التاني نهائياً أو يخليه يخضع ليه بالكامل. يعني مش ممكن نقدر نقنع بعض، مش ممكن نتفق. ووصل الإنسان الى إنه ضروري يبعد عن الصراعات الدينيه. ولأن أي وطن في الدنيا فيه ديانات وعقائد مختلفه عن بعضها، وفي ناس معندهاش عقائد أو دين، مش هنقعد بقى نذبح في بعض، وده يقولك ديني وده يقولك ديني. كان الحل إن الوطن يؤسسوه على اساس المواطنه. يعني ايه؟
يعني يا سيدي ان كل اللي عايشين على ارض الوطن، كل واحد يعبد اللي هوه عايزه وملوش دعوه بغيره. وانهم بالنسبه للدوله كلهم مواطنين ليهم نفس الحقوق والواجبات، يعني دوله علمانيه.
متتخضش وتصدق ان العلمانيه كفر والكلام اللي بيقوله الإسلاميين. العلمانيه مش دين عشان تبقى ضد أي دين. العلمانيه طريقة في ادارة الدوله، معناها ان الدوله تعامل كل المواطنين زي بعض بالضبط، ومتنحاذش لأصحاب دين ضد دين تاني. يعني نعيش مع بعض بسلام واحنا عارفين إننا مختلفين، ولازم كل واحد فينا يكون حر ويقدس حرية غيره.
إيه علاقه ده بفلسطين والقدس؟
هوه ده الأساس، مش "اسلاميه اسلاميه" اللي ضيعت حقوق الفلسطينين. معناه انك محتاج تفكر تاني في ان الصراع بينا وبين اسرائيل مش مفروض يبقى صراع ديني (زي ما شفت هنخسره)، ومش "صراع وجود لا حدود" والكلام اللي انت عارفه. لكن هو صراع سياسي، صراع على حقوق شعب مظلوم، من حقه أن يعيش كمواطن حر في بلد حر. المواطن الفلسطيني ده مش بس مسلم، فيه مواطنين فلسطينين مسيحيين وغير مسيحيين، من حقهم يعيشوا احرار في بلد حر. يعني صراع على حقوق بشر. وده اللي عملوا مثلاً نيسلون مانديلا اللي حرر بلده جنوب افريقيا من العنصريه. وبكده الفلسطينين يساعدوا نفسهم أولاً، ونساعدهم ويساعدهم العالم كله مسلمين وغير مسلمين.
بس يا سيدي هوه ده الموضوع.

(1) http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=50&ID=1468&idfrom=1461&idto=1708&bookid=50&startno=86
(2)http://hodaalquran.com/rbook.php?id=2425&mn=1
(3)http://www.hodaalquran.org/rbook.php?id=2425&mn=1
(4)http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1179&idto=1179&bk_no=48&ID=601
(5) http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura5-aya21.html
(6)http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=201&surano=26&ayano=59
(7) http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=51&surano=26&ayano=59
(9)


(10)
(12)
https://www.youtube.com/watch?v=Y5QZnXNZoB8&t=2111s



تم نشره علي موقع 
http://www.good-news.ca/4530

No comments:

Post a Comment