Friday 6 April 2018


أخي المسلم.. القرآن بيقول إن القدس وكل فلسطين يهوديّة.. هتعمل إيه بقى؟

أخي المسلم.. القرآن بيقول إن القدس وكل فلسطين يهوديّة..  هتعمل إيه بقى؟
سعيد شعيب
من فضلك متتصرعشي وتقول مستحيل ده كذب "القدس إسلاميّة" أو ان الكاتب ده مجنون أو بيستهبل.. لا لا ده كافر، ده بتاع إسرائيل وتطبيع وكده، عميل صهيوني يا عم.
سيبك من الكلام ده، لأنه مش هيغيّر من الحقيقة اللي هقولهالك. ومش هيغيّر إنّي مُسلم وكمان معتز بديني جدًا وكمان بدافع عن حقّ الفلسطينيّين طبعاً وحقّ أي مظلوم. واللي عايز يرد، أحسن يرد على آيات القرآن وكبار المفسِّرين، اللي بيقولوا ان القرآن الكريم بيقول ان فيه أرض مقدَّسة ربنا عزَّ وجلَّ ورّثها لليهود. وده موجود في أكتر من آية. وعلماء كبار مسلمين جامدين زي الطّبري والقرطبي وغيرهم بيقولوا أن الأرض المقدّسة دي من النّيل للفرات. مش بس كده، ده كمان بيقولوا ان الله جلَّ علاه عاقب اليهود (يهود وقتها طبعًا) بالتوهان أربعين سنة في صحراء سيناء، لأنّهم رفضوا يدخلوا الأرض اللي كتبها ليهم، أصلهم كانوا خايفين من سُكّانها الأصليّين.
نيجي للقرآن الكريم، شوف يا سيدي: القرآن لم يذكر مدينة القدس ولا فلسطين نهائياً، رغم أنّه ذكر -بكل التقديس- مُدن تانية، زيّ مكّة الّتي اتولد فيها سيدنا رسول الله (ص)، وفيها زي ما انت عارف البيت الحرام اللي بناه سيدنا ابراهيم، وبنشد الرّحال ونحج له (ربنا يوعدنا جميعا). مثل قول الله: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا (الشّوري 7). وقوله: وَالّتينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ (الّتين من 1 الي 3).
المقصود هنا بالبلد الأمين طبعاً مدينة مكة، ووصفها القرآن بأم القرى، يعني أم المُدن وأقدسها. كمان القرآن الكريم ذكر مدينة يثرب، فهي زيّ ما انت عارف المدينة الّتي هاجر إليها سيدنا النّبي (ص) بعد ما بهدلوه كُبارات مكة، زي ما بتقول كتب السّيرة. وفيها زي ما انت عارف قبر سيدنا النّبي ومسجده. ويثرب كمان وردت في القرآن مرّتين، الأولى باسم يثرب، والتانية باسم المدينة، وهو الاسم اللي اختاره ليها سيدنا النّبي. يقول الله:
"وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ" (سورة الأحزاب آية 13). وقال الله: "مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ" التوبة /120
هناك مُدن أخرى ذكرها القرآن، زي بابل ومدينة ارم ذات العماد، وذكر مصر طبعًا. لكنه مذكرش أبداً القدس أو اسم فلسطين. مش غريبة أن مدينة بكل القداسة اللي بيتكلموا عنها، وميذكرهاش؟ أعتقد غريبة.
ضيف بقى على ده إن القرآن الكريم، زي ما بيقول مفسّرين وعلماء كبار، مكتفاش بس بإن القدس وفلسطين يهوديّة، لكن أضاف عليهم الأرض من النّيل في مصر إلى الفرات في العراق.
دي بعض الآيات وتفسير علماء كبار من السّنة والشّيعة (أساميهم تُخُض):
*قال الله: وَإِذْ قَالَ موسى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الّتي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا على أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ قَالُوا يَا موسى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حتى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (المائدة 20 الي 22)
هتلاقي هنا أوّلاً أن الله فضّل اليهود على باقي البشر، وهتلاقي ثانياً أمر إلهي لليهود بأنّهم يدخلوا الأرض المقدّسة الّتي كتبها ليهم، ولما رفضوا لأنّهم خايفين من سكانها الأصليّين (قومًا جبّارين)، هدّدهم بأنهم هيكونوا من الخاسرين.
ويكمل القرآن الكريم: قالوا يا موسى إنّا لن ندخلها أبدًا ما داموا فيها فاذهب أنت وربّك فقاتلا إّنا هاهنا قاعدون (المائدة 24) وقَالَ: "فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ" (المائدة 26).
وبسبب إصرار اليهود على إنّهم ميحاربوش السّكان الأصليّين قرّر ربنا عقابهم بأنّهم يتوهوا في صحراء سيناء 40 سنة. هتلاحظ هنا ان الآيات لا تحتاج الى تأويل، فهي واضحة. وكمان الآيات دي بتتفق مع الرّؤية التوراتية، يعني اللي موجودة في التوراة (ممكن ترجعله موجود علي النّت).
طيب إيه هي الأرض المقدّسة اللي ذكرها القرآن الكريم؟
الطّبري -وهوه من كبار العلماء والمفسّرين المسلمين الجامدين اللي ليهم شنّة ورنّة واحترام- بيقول: "لن تخرج من أن تكون من الأرض الّتي ما بين الفرات وعريش مصر، لإجماع جميع أهل التأويل والسّير والعلماء بالأخبار على ذلك (1).
هتلاحظ هنا ان الطّبري بيقول إجماع بين العلماء على مكان الأرض المقدّسة، يعني الأمر محسوم، وهي هنا مش بتضم بس القدس وفلسطين، لكن معاهم كمان جزء كبير من مصر وجزء كبير من العراق، ومعاهم كل سوريا ولبنان والأردن.
مش بس علماء المسلمين اللي قالوا كده، وكمان فيه علماء شيعة كبار، منهم الطّبرسي اللي بيقول: "وهي بيت المقدس عن ابن عباس والسّدي وابن زيد وقيل هي دمشق وفلسطين وبعض الأردن، عن الزجاج والفراء هي الشّام، عن قتادة وقيل هي أرض الطّور وما حوله" (2).
إيه معنى أن ربنا بيقول: كتب الله لكم؟
يرد الطّبرسي: أي كتب في اللوح المحفوظ أنّها لكم وقيل معناه وهب الله لكم "اللوح المحفوظ في العقيدة الإسلاميّة زي ما انت عارف هو أداة حفظ بها الله مقادير الخلق قبل ما يخلقهم" (3) ويؤول القرطبي: "فرض دخولها عليكم ووعدكم دخولها وسكناها لكم". (4) وبيؤول ابن كثير (من كبار المفسّرين المسلمين): "الّتي وعدكموها الله على لسان أبيكم إسرائيل: أنّه وراثة من آمن منكم" (5)
* قال الله: فأخرجناهم من جنّات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بني إسرائيل (الشّعراء 57 الى 59)
يعني ربّنا خرج اليهود من أرض اللي فيها الخير ده كله، وهي اللي أورثها ليهم.
الألوسي بيفسّر ويقول: وأورثناها بني إسرائيل - أي ملكناها لهم تمليك الإرث. (6) ويؤول البغوي (من كبار المفسّرين برضه): أن الله تعالى رد بني إسرائيل إلى مصر بعد ما أغرق فرعون وقومه، فأعطاهم جميع ما كان لفرعون وقومه من الأموال والمساكن.(7) ويأول الطّبرسي: وذلك إن الله سبحانه ردّ بني إسرائيل إلى مصر بعد ما أغرق فرعون وقومه وأعطاهم جميع ما كان لفرعون وقومه من الأموال والعقار والمساكن والدّيار. (8)
سيبك من ان اليهود مرجعوش مصر، لكن المفسّرين دول وغيرهم بيقولوا ان ربّنا أورثهم مصر بخيراتها، أورثهم واخد بالك، مصر كلّها بقى.
معناه إيه الكلام ده؟
معناه ان القرآن الكريم وعلماء كبار بيؤكّدوا ان القدس وفلسطين وسوريا والأردن ولبنان وجزء كبير من مصر ربنا اداهم لليهود. اكيد انت عارف ان سيدنا النّبي (ص) دخل في صراع سياسي مُسلَّح وغير مُسلَّح مع اليهود وقتها، والقرآن طبعاً كان ضدّهم ووصفهم "القردة والخنازير". (9)
وكمان بيحرّفوا كلام ربنا وقرّر يعاقبهم: "فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنًا قليلًا فويل لهم ممّا كتبت أيديهم وويل لهم ممّا يكسبون" (البقرة آية 79) (10)
ومع ذلك فإنّ الله جل علاه في القرآن الكريم ماعاقبهمشي وسحب منهم الأرض المقدّسة.
نيجي للأسانيد اللي بيقولها الإسلاميّون ومعاهم ناس كتير:
الأسانيد اللي بيقولوها زيّ ما انت عارف هي إن سيدنا النّبي (ص) صلى بالأنبياء في المسجد الأقصى. الحجة الثانية أنّها أولى القبلتيْن. لو كان ربّنا جلَّ علاه شايف ان الحُجج دي تخلّي الأرض بتاعت المسلمين لوحدهم، مكنش اداها لليهود، أو كان سحبها منهم بعدما حصل اللي حصل بينهم وبين سيدنا النّبي. وانت مسلم زيي وعارف إن القرآن هو الأساس وما ينفعشي حد يغيّر كلام ربنا فيه بأي حاجه تانية حتى لو كانت حديث منسوب لسيدنا النّبي (ص).
طيب أنا واجع قلبي ليه؟
عشان تعرف الحقيقة، سواء كانت بتساند اللي انت مقتنع بيه أو لا، سواءً كانت زي اللي بيقوله الإسلاميّون اللي ضحكوا علينا (من الاخوان لداعش والقاعدة وغيرهم قوميّين وناس كتيرة) ولأن بصراحة اكتر ما ينفعشي أنا أو غيري نغيّر في القرآن عشان نقول كلام يعجب أي حد. وبرضه مش قادر أفهم اللي بيقولوا عن نفسهم ان إسلامهم أحسن من كل المسلمين اللي زيّي وزيّك، مقروش القرآن الكريم؟
معنى كده إنّنا عندنا مشكلة؟
طبعاً لأنّنا كمسلمين اتجرّينا في معركة خسرانة. والإسلاميّون وكتير معاهم بقى من مؤسسّات دينية ودول وحكام وغيرهم وغيرهم جرّوا وراهم ملايين من مسلمين وقعونا في ورطه كبيرة. هتف النّاس الطّيبين وراهم "إسلاميّة إسلاميّة"، وطلعت مش إسلاميّة. وإذا حصل يعني وقرّرت اسرائيل أن تحتكم إلى النّصوص المقدّسة في التوراة والكتاب والمقدّس والقرآن الكريم، وراحت بيهم للأمم المتحدة هتكسب طبعاً المعركة.
يعني خلاص القدس وفلسطين ضاعوا؟
لأ طبعاً، بس لازم نعرف ان طريقتنا في حل المشكلة دي فشلت، ومحتاجين نفكّر في طريقة تانية. ده أولاً .. وثانياً أن الأوطان في زمننا مش بتتبني على أساس ديني. زي ما انت عارف العالم كله مسلمين ومسيحيّين، وغيرهم وغيرهم، دخلوا حروب دينيّة، وسال دم ملايين البشر، لأن كل واحد شايف إنّه لوحده وكيل ربّنا على الأرض، دينه أعظم وأصدق دين، وطبعا يموت شهيد عشانه ويدخل الجنّة. ودي ملهاش حل، الحروب والصّراعات الدّينيّة مفيش فيها إننا نوصل إلى أمور مشتركة، لأن كل طرف عايز يقضي على التاني نهائياً أو يخلّيه يخضع ليه بالكامل. يعني مش ممكن نقدر نقنع بعض، مش ممكن نتفق. ووصل الإنسان إلى إنه لازم يبعد عن الصّراعات الدّينيّة. ولأن أي وطن في الدّنيا فيه ديانات وعقائد مختلفة عن بعضها، وفي ناس معندهاش عقائد أو دين، مش هنقعد بقى نذبح في بعض، وده يقولك ديني وده يقولك ديني. كان الحل إن الوطن يؤسّس على أساس المواطنة. يعني ايه؟
يعني يا سيدي ان كل اللي عايشين على أرض الوطن، كل واحد يعبد اللي هوه عايزه وملوش دعوة بغيره. وأنهم بالنّسبة للدولة كلهم مواطنين؛ ليهم نفس الحقوق والواجبات، يعني دوله علمانيّة.
متتخضش وتصدق ان العلمانيّة كُفر والكلام اللي بيقوله الإسلاميّون. العلمانيّة مش دين عشان تبقى ضد أي دين. العلمانيّة طريقة في إدارة الدّولة، معناها ان الدّولة تعامل كُل المواطنين زي بعض بالضّبط، ومتنحاذش لأصحاب دين ضد دين تاني. يعني نعيش مع بعض بسلام واحنا عارفين إنّنا مختلفين، ولازم كل واحد فينا يكون حُرّ ويُقدّس حريّة غيره.
إيه علاقة ده بفلسطين والقدس؟
هوّه ده الأساس، مش "إسلاميّة إسلاميّة" اللي ضيّعت حقوق الفلسطينيّين. معناه انّك محتاج تفكّر تاني في ان الصّراع بيننا وبين اسرائيل مش مفروض يبقى صراع ديني (لأنّك -زي ما شفت كدة- هتخسره)، ومش "صراع وجود لا حدود" والكلام اللي انت عارفه. لكن هو صراع سياسي، صراع على حقوق شعب مظلوم، من حقّه أن يعيش كمواطن حُر في بلد حُر. المواطن الفلسطيني ده مش بس مسلم، فيه مواطنين فلسطينيّين مسيحيّين وغير مسيحيّين، من حقّهم يعيشوا أحرار في بلد حُر. يعني صراع على حقوق بشر. وده اللي عمله مثلاً نيلسون مانديلا اللي حرّر بلده جنوب أفريقيا من العنصريّة. وبكدة الفلسطينيّين يساعدوا أنفسهم أوّلاً، ونساعدهم ويساعدهم العالم كُله مُسلمين وغير مسلمين.
بس يا سيدي هوّه ده الموضوع.
نقلا عن موقع الأخ رشيد
http://v1.brotherrachid.com/ar-jo/مقالات/ArticleID/1525/أخي-المسلم-القرآن-بيقول-إن-القدس-وكل-فلسطين-يهوديّة-هتعمل-إيه-بقى؟

No comments:

Post a Comment